الأربعاء، 25 يناير 2012

الرصيف ... الجماد المظلوم

بسم الله الرحمن الرحيم

     إخواني ... أخواتي ... 
     
     ما يجعلني اكتب في مدوناتي الاخطاء السلبية التي أراها من بعض المواطنين الاردنين في المملكة الاردنية الهاشمية حتى نرتقي إلى درجات عالية من الوعي في أمور السلامة العامة والمهنية والسلامة المرورية على الطرقات , واليوم ساتحدث عن هذا الجماد المظلوم الذي تنفق عليه الحكومة ممثلة بالبلديات والامانات وهو الرصيف .



     ما جعلني اكتب هذا الموضوع هو حادث كان وشيك ان يحدث معي أثناء توجهي إلى العمل الساعة السادسة وعشر دقائق صباحا والتفاصيل هي بأني أثناء توجهي إلى العمل كالمعتاد وعند وصولي إلى جسر القصور الملكية على شارع الإستقلال وبالتحديد نزولي من شارع الاقصى من فوق الجسر إلى شارع الإستقلال وتحت الجسر تماما كان هناك شخص يسير على الإلتفاف لينزل إلى تحت الجسر وفي هذه الاثناء وصلت انا إلى نقطة الإلتقاء مع شارع الاستقلال وكنت أنظر إلى الجهة اليسرى حتى ارى اني استطيع ان اكمل السيير ام اتوقف لاعطي الاولوية للمركاب الموجدة على شارع الإستقلال , والبفعل إنطلقت بسيارتي حيث كان الشارع فارغ وفي نفس الوقت التي إنطلقت انا بالسيارة كان الرجل يسير على طرف الرصيف وبشكل مفاجئ نزل الرجل إلى الشارع فإرتبكت انا وكنت ساقوم بدهسه وسوف تكون مشاكل وخيمة ناتجة عن خطاء هذا الرجل لكن لطف وقدر الله تعالى حماني وحمى هذا الرجل من ان يحدث شيئ والحمد لله حيث اني إبتعدت كثيرا عن هذا الرجل حتى انه لو كان هناك سيارة بالقرب مني لإصتدمت بها تجنبا من ان ادهس هذا الرجل .
     ما يحيرني في هذا الموقف هو ان الرصيف فارغ ولا يوجد شيئ يعيق السير عليه والمكان الذي اتحدث عنه لا يمكن بشكل قطعي ان يكون هناك اي نوع من العوائق مثل الحفريات او الاوساخ او حتى الباعة المتجولين لان هذا الجسر يعتبر نقطة حساسة لموقعه وقربه من القصور الملكية العامرة , فالسؤال هنا لماذا هذا الشخص نزل من الرصيف وسار على الشارع ؟؟!! , لماذا يتجاهل الكثير من المارة السير على الرصيف , من ماذا يخافون , هل العيب بان نتطور وان نصبح بشرا ونتبع سبل الوقاية والحماية في التعامل مع الشارع , ما هي الاسباب الخفية في عدم إستخدام الرصيف , هذا الجماد المظلوم والحمد لله في بلدنا الارصفة موجودة في جميع الاماكن والكثير منها ذو مواصفات عالية ومريحة للسير عليها فلماذا نتركها ونمشي بالقرب من السيارت التي تهدد حياتنا ؟

     لا اعلم كيف سنصل إلى التطور الحقيقي في السلامة المرورية إذا كانت اساسيات إستخدام الطريق نجهلها او لا نبالي بها او حتى نتعمد في كسر هذه القواعد لاسباب شخصية , فانا من وجهة نظري اعتبر هذا إنتحار متعمد من قبل المارة , وفي نهاية المطاف يكون الساق هو المتسبب في إصابة او دهس المارة في الشارع , ما هو ذنب السائق الذي يقود السيارة وفجئة يخرج احد المختلين عقليا او المرضى عقليا من الرصيف إلى الشارع لسبب مرض نفسي او عداوة بينه وبين الرصيف .

     أتمنى من حكومتنى الرشيدة بان تضع حد لمثل هذه التصرفات بان يكون هناك حق على المشاة في حالة حدوث حادث او إصابة دهس لانه لولا تهور وإستهتار المارة لم حدث مثل هذه الحوادث.